يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

دروس الاجتماعيات للمقبلين على امتحانات الباكالوريا 2015ـ2016



التاريخ
المغرب: الكفاح من اجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية

تمهيد: ساهمت عوامل مختلفة في ظهور الحركة الوطنية المغربية، التي اعتمدت وسائل مختلفة للمطالبة بالإصلاحات طيلة فترة ما بين الحربين، وبعدها طالبت بتحقيق الاستقلال.وبفضل ثورة الملك والشعب حصل المغرب على استقلاله واسترجع سيادته على مجموع ترابه.
النشاط 1 - نشأة الحركة الوطنية ومطالبتها بالإصلاحات خلال الثلاثينات
أ - ظروف نشأة الحركة الوطنية.
أصدرت فرنسا في 16 ماي 1930 الظهير البربري للفصل بين العرب والبربر وتطبيق سياسة فرق تسد. وقد نص الظهير على تأسيس المحاكم العرفية للفصل في القضايا التجارية والمدنية والعقارية والأحوال الشخصية وأمور الإرث، وتشكيل المحاكم الفرنسية للنظر في القضايا الجنائية التي تحصل في المناطق البربرية.
وانطلقت الانتفاضات الشعبية في المدن والبوادي المغربية تطالب بإلغاء الظهير البربري. وبرزت نخبة مثقفة أغلبها في المدن تبنت التنظيم السياسي والعمل الوطني، فأسست كتلة العمل الوطني سنة 1934 ثم انقسمت سنة 1937 إلى الحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات بزعامة علال الفاسي والحركة القومية المغربية بقيادة محمد بن الحسن الوزاني.
كما ظهر بالمنطقة الخليفية الخاضعة للحماية الاسبانية حزب الإصلاح الوطني سنة 1933 بزعامة عبد الخالق الطريس وحزب الوحدة المغربية سنة 1937 بقيادة محمد المكي الناصري.
وتأسست الجرائد مثل المغرب الكبير بباريس 1932 وجريدة عمل الشعب بفاس 1933، تصدران بالفرنسية لأن سلطات الحماية منعت إصدار الجرائد العربية. وبدأ الاحتفال بعيد العرش في 18 نونبر 1933 لتوطيد الاتصال بين السلطان والحركة الوطنية.
ب- أهم المطالب الإصلاحية للحركة الوطنية خلال الثلاثينات.
قامت كتلة العمل الوطني سنة 1934 بتقديم وثيقة المطالبة بالإصلاحات للسلطات الفرنسية تحت إسم "مطالب الشعب المغربي". وتمت المطالبة بإلغاء الإدارة الفرنسية المباشرة وتأسيس مجلس وطني وإلغاء وسائل التعذيب، وبالمساواة في أداء الضرائب وحماية الصناعة التقليدية من المنافسة الخارجية وإلغاء الرسوم بين المناطق المغربية وتكوين تعاونيات فلاحية. وفي الميدان الاجتماعي تمت المطالبة بإجبارية التعليم الابتدائي ومحاربة الأمية ومحاربة البطالة وبناء المستشفيات والعمل 8 ساعات في اليوم فقط.
وبعد رفض هذه المطالب، قدمت الكتلة مطالب أخرى سنة 1936، مع وصول الجبهة الشعبية الاشتراكية إلى الحكم بفرنسا. وشملت حرية الصحافة والتنقل والتجمعات وتأسيس الجمعياتوالمدارس وإصلاح القضاء وتخفيض الضرائب وغيرها من المطالب تحت إسم " المطالب المستعجلة للشعب المغربي"، لكنها لم تلقى استجابة من سلطات الحمايتين الفرنسية والاسبانية،فانتقل عمل الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال، مستفيدة من ظروف الحرب العالمية الثانية.
النشاط 2 – تطور الحركة الوطنية ومطالبها بين 1939 و 1956.
أ – ظروف تطور مطالب المغرب من اجل الاستقلال.
استفادت الحركة الوطنية من الظروف الدولية الجديدة كهزيمة فرنسا أمام النازية ونزول قوات الحلفاء بالمغرب في 1942 ومؤتمر الدار البيضاء "مؤتمر أنفا " 1943 بين محمد الخامس وروزفلت وتشرشيل. وبرزت المطالبة بالاستقلال في تقديم "وثيقة المطالبة بالاستقلال" في 11 يناير 1944 من طرف قادة الحركة الوطنية إلى الإقامة العامة. وأثار هذا الحدث الحماس الوطني، فقامت سلطات الحماية باضطهاد السكان واعتقال بعض زعماء الأحزاب الوطنية، التي اتخذت أسماء جديدة مثل الحزب الوطني الذي أصبح يحمل إسم حزب الاستقلال منذ 1944، وحزب الشورى والاستقلال الذي أسسه في 1946 أعضاء الحركة القومية. والحزب الشيوعي الذي نادى بالكفاح المسلح وحق تقرير المصير. وناضل العمال المغاربة في إطار "الاتحاد العام للنقابات المتحدة بالمغرب ". وقاموا بعدة إضرابات أشهرها إضراب عمال الفوسفاط بمناجم اخريبكة سنة 1948. وأسس محمد بن عبد الكريم الخطابي " لجنة تحرير المغرب العربي " في مصر بتنسيق مع قادة الحركات الوطنية بالمغرب العربي.
وتجلى نضال السلطان محمد الخامس الذي يمثل القيادة العليا للحركة الوطنية في مطالبته الحكومة الفرنسية بوضع حد لنظام الحماية، خلال رحلته إلى فرنسا سنة 1945، وفي رحلته إلى طنجة سنة 1947، حيث أكد في خطابه على وحدة المغرب الترابية تحت سلطة ملكه الشرعية، وأن مستقبل المغرب مرتبط بالإسلام والجامعة العربية التي تأسست في 1945. وفي سنة 1950 قدم السلطان مذكرة لفرنسا تهدف إلى تجاوز مشكلة الإصلاحات لتحقيق الاستقلال.
ب - ثورة الملك والشعب لتحقيق الاستقلال: بعد فشل الإقامة العامة في فك الارتباط الحاصل بين السلطان والتنظيمات السياسية، استغلت في سنة 1952 فرصة قيام مظاهرات بالمدن المغربية احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد،لتقوم باعتقال الزعماء السياسيين ومنع الأحزاب والصحف. وإطلاق النار على المتظاهرين.
وعملت فرنسا بمساعدة القواد الكبار وزعماء الطرق الدينية " الكلاوي وعبد الحي الكتاني " على عزل السلطان محمد بن يوسف وتعيين أحد أفراد أسرته محمد بن عرفة. وفي 20 غشت 1953 ليلة عيد الأضحى، تم نفي محمد الخامس وأسرته إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر. ولم يعترف المغاربة بالسلطان الجديد. وبدأت المرحلة الثانية من المقامة المسلحة السرية، وتشكلت النواة الأولى لجيش التحرير. واستهدف المقاومون اغتيال ابن عرفة مرتين، كما استهدفوا اغتيال الباشا الكلاوي، إضافة إلى تخريب المنشآت الاستعمارية.
النشاط 3 – مراحل استقلال المغرب واستكمال وحدته الترابية.
أ - استقلال المغرب: حصل المغرب على تأييد الجامعة العربية وحركة دول عدم الانحياز، لرفع قضية المغرب إلى الأمم المتحدة، مما دفع السلطات الفرنسية إلى التفاوض مع السلطان وقادة الحركة الوطنية بمدينة إيكس ليبان Aix les Bains. وانتهت المفاوضات بعودة السلطان محمد الخامس إلى المغرب في 16 نونبر 1955، وتوقيع اتفاقية الاستقلال في 2 مارس 1956 مع فرنسا، ثم اتفاقية في أبريل مع إسبانيا.
ب - استكمال الوحدته الترابية: لتحقيق الوحدة الترابية استرجع المغرب منطقة طنجة في 29اكتوبر 1956 وتم إلغاء النظام الدولي. واسترجع إقليم طرفاية في 10ابريل 1958 بعد مفاوضات سلمية وطويلة مع إسبانيا. وإقليم سيدي افني في 30يونيو 1969 بعد الزيارة التي قام بها الملك الحسن الثاني إلى مدريد حيث اقنع الإسبان بضرورة تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي أقر عودة سيدي افني إلى المغرب.
وبعد إصرار اسبانيا على الاستمرار في استعمار المناطق الجنوبية المغربية،عرض المغرب قضيته على محكمة العدل الدولية، وأصدرت حكمها يوم 16اكتوبر1975 الذي أكد على وجود روابط البيعة بين القبائل الصحراوية وسلطان المغرب. وفي 6 نونبر1975 كانت المسيرة الخضراء نحو مناطق الساقية الحمراء. وفي 14 غشت 1979 استرجع المغرب وادي الذهب.وبقيت سبتة ومليلية والجزر الجعفرية بيد الإسبان.
خاتمة: واجه الغاربة الاحتلال الأجنبي بطرق مختلفة تمثلت في المقاومة المسلحة والنضال السياسي. وقدموا تضحيات جسيمة للحصول على الاستقلال.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق