يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

دروس الاجتماعيات للمقبلين على امتحانات الباكالوريا 2015ـ2016


التاريخ
الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي

تقديم: عرف المشرق العربي تحت الحكم العثماني توغل الدول الاستعمارية قبل الحرب العالمية الأولى، وبعدها أصبح منقسما إلى عدة دويلات تسيطر عليها كل من فرنسا وابريطانيا. وخاضت شعوبها صراعات متواصلة ضد الاستعمار، مكنتها من نيل استقلالها.

النشاط 1 – تشخيص الوضعية السياسية العامة للمشرق العربي خلال القرن 20.

1 – التحولات السياسية التي عرفها المشرق العربي فيما بين الحربين: برز الوعي بضرورة التحرر من الاستبداد التركي وتطورت فكرة القومية العربية نتيجة للتحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي عرفها المشرق العربي في أواخر القرن19 و بداية القرن20. ولما اندلعت الحرب ع.1، سارعت فرنسا وابريطانيا لفرض سيطرتهما على المشرق العربي، خاصة عندما برز التحالف العثماني الألماني. وأعلنت ابريطانيا حمايتها على مصر والكويت في1914. وحرضت العرب على القيام بالثورة ضد الأتراك. وتمكنت من استمالة شريف مكة الحسين بن علي أمير الحجاز، بعد مراسلات متعددة بينه وبين المندوب السامي البريطاني في مصر(هنري ماكمهون). ووعدت الشريف حسين بالاعتراف به كخليفة لدولة عربية مستقلة عن العثمانيين. وقام بثورة في 1916، واستقل عن الباب العالي. وقاد ابناه فيصل وعبد الله الجيش العربي بالشام بمساعدة الضابط الإنجليزي لورانس قصد مواجهة العثمانيين. وأصبح هذا الجيش تحت قيادة الجنرال ألنبي، مما ساعد على انهزام العثمانيين في الحرب وتوقيع هدنة مودروس( أكتوبر1918).
وأعطت ابريطانيا وعدا لليهود بإقامة دولتهم بفلسطين(وعد بلفور 1917. ومنحت وعدا لعبد العزيز آل سعود حاكم إقليم نجد بالاعتراف به حاكما مستقلا إذا ساعدها في الحرب ضد العثمانيين. وبنهاية الحرب العالمية الأولى وانهزام العثمانيين تحولت وعود الاستقلال إلى استعمار إنجليزي لفلسطين والعراق، بالإضافة إلى عدن والإمارات والمشيخات الخليجية ومصر، واستعمار فرنسي لسوريا ولبنان، بعد اتفاق الدولتين(فرنسا و ابريطانيا) في مؤتمر سان ريمو1920، والذي توجته عصبة الأمم في1922 تحت فكرة الانتداب.

2 – التطور العام للمشرق العربي بعد الحرب العالمية الثانية والاتجاه نحو الاستقلال: قامت في سوريا ولبنان حركات وطنية ضد الانتداب الفرنسي، أهمها الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان الأطرش. ونتيجة لاستمرار المقاومة ، اضطرت فرنسا إلى منح الاستقلال لسويا ولبنان بشكل تام سنة1946، بعد اعترافها به بموجب معاهدة1936. وفي الأردن عينت ابريطانيا الأمير عبد الله بن الحسين على إمارة شرق الأردن طيلة مابين الحربين، تحت الانتداب البريطاني. لكن الحركة الوطنية الأردنية طالبت بالاستقلال، مما دفع ابريطانيا إلى توقيع معاهدة التحالف الأردنية الإنجليزية سنة1946 والتي اعترفت باستقلال المملكة الأردنية الهاشمية. وفي العراق عينت ابريطانيا فيصل بن الحسين، الذي تعهد بضمان مصالحها بالمنطقة، مما أدى إلى قيام حركة معارضة، دفعت ابريطانيا إلى الاعتراف باستقلال العراق في 1930، مقابل احتفاضها بقواعد عسكرية وإدارة وتدريب الجيش العراقي. ولم تتحرر البلاد بشكل تام إلا بعد قيام ثورة الضباط الوطنيين في 1958 وإعلان الجمهورية العراقية. وطالب المصريون ٍٍبعد الحرب العالمية الثانية بجلاء القوات الإنجليزية وتوحيد بلاد النيل (مصر و السودان). لكن حزب الأمة السوداني طالب باستقلال بلاده. وبقيت منطقة وادي النيل على هذه الوضعية حتى اندلاع ثورة الضباط الأحرار سنة 1952 بقيادة جمال عبد الناصر وإعلان الجمهورية المصرية. وانسحب الإنجليز في 1954، وأعلنت السودان استقلالها سنة 1955.

النشاط 2 - التحولات السياسية والاقتصادية بالجزيرة العربية.

1 - التحولات السياسية: كانت معظم سواحل الجزيرة العربية بالجنوب والشرق تحت الحماية الإنجليزية. وبقيت المناطق الداخلية مقسمة إلى إمارات. وتمكن عبد العزيز آل سعود(1880 ـ 1953) من الانتصار على آل الرشيد الموالين للأتراك. وسيطر آل سعود على الحجاز بعد طرد الشريف حسين الهاشمي وأعلنوا قيام المملكة العربية السعودية سنة1933. وتمكنوا من إخضاع القبائل للسلطة المركزية، متبعين مبادئ الوهابية ومستفيدين من توفر البترول.
وظل شمال اليمن مستقلا عن العثمانيين، واعترفت به الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى بموجب اتفاقية لوزان التي عقدت مع تركيا في 1923. لكن الإنجليز تدخلوا في حدوده، لعدم اعترافه بنفوذهم على محمية جنوب اليمن، والتي ظهرت بها حركة وطنية أرغمت ابريطانيا على الاعتراف باستقلالها تحت اسم "الجمهورية اليمنية الشعبية"سنة 1967، والتي توحدت مع اليمن الشمالي22 ماي سنة 1990.
وعملت ابريطانيا على تعزيز وجودها العسكري والاقتصادي بالإمارات والمشيخات الخليجية، خاصة بعد اكتشاف البترول بها. لكن تصاعد الحركات التحررية، دفع ابريطانيا إلى الاعتراف باستقلالها قصد الحفاظ على مصالحها، حيث اعترفت باستقلال الكويت في سنة 1961 والإمارات العربية والبحرين وسلطنة عمان في سنة 1971.

2 - التحولات الاقتصادية: أهمها اكتشاف البترول في بلدان الجزيرة العربية والعراق، وتهافت الشركات الأجنبية وخاصة الأمريكية التي اقتسمت مع الشركات الفرنسية والإنجليزية أسهم شركة نفط العراق سنة 1928 (الشركة التركية للبترول سابقا، مؤسسة بلندن في 1911). ومنحت الدول العربية النفطية امتيازات هامة للشركات البترولية الأجنبية. وعملت الولايات المتحدة على تركيز شركاتها بالمنطقة خاصة في فترة مابين الحربين والحرب الباردة. لكن اعتماد دول المشرق العربي على مداخيل البترول لتنمية مشاريعها، دفعها إلى تأميم شركات النفط الأجنبية لاسترجاع سيادتها على ثرواتها الوطنية، الشيء الذي مكن العرب من استعمال سلاح حظر تصدير النفط سنة 1973 عقب حرب أكتوبر./.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق