يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

دروس الاجتماعيات للمقبلين على امتحانات الباكالوريا 2015ـ2016


التاريخ
الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا

تقديم: نتج عن السياسة الاستعمارية بالجزائر وتونس وليبيا ظهور الحركة الوطنية، وقد اعتمدت وسائل سياسية ومسلحة ضد الاستعمار واستطاعت أن ترغمه على الاعتراف باستقلال بلدانها. فما هي ظروف حصول البلدان الثلاث على الحرية والسيادة والاستقلال.
النشاط 1 – العوامل المشتركة لتطور الحركة الوطنية بالجزائر وتونس وليبيا
أ – أشكال الاستغلال الاستعماري للبلدان الثلاثة:
- في الجزائر: استهدفت فرنسا إدماج الجزائر واعتبارها جزء من التراب الفرنسي. ووزعت الأراضي التي انتزعت من السكان على المعمرين الفرنسيين. وتم إنشاء الطرق والسكك الحديدية والموانئ لتسهيل عملية التصدير. وتقلص الإنتاج المعيشي نتيجة انتزاع الأراضي من السكان وثقل الضرائب، التي أفقرت أغلب سكان البادية فاضطروا إلى العمل في ضيعات المستوطنين أو الهجرة إلى فرنسا. وفي المدن لم يعرف قطاع الصناعة أي تطور هام إلا بعد 1945، لرفض مبدأ تصنيع الجزائر من طرف المقاولين الفرنسيين، رغم توفر اليد العاملة.
- في تونس: قامت السلطات الاستعمارية باستغلال المعادن المتوفرة كالفوسفاط والحديد، وأنشأت الطرق لتصديرها. وسيطر المعمرون على الأراضي الخصبة. ومنحت فرنسا الجنسية الفرنسية للإيطاليين المقيمين في تونس، وكذلك للأعيان قصد تدعيم الاستعمار. وعانى التونسيون من الاستغلال الاستعماري، مما دفعهم إلى النضال السياسي والمقاومة المسلحة.
- في ليبيا: بعد القضاء على مقاومة عمر المختار، وزعت السلطات الفاشية الأراضي التي انتزعت من السكان على المعمرين الإيطاليين لتشجيع الاستيطان. واستغلت إيطاليا اليد العاملة الليبية في الزراعة والصناعة، وأثقلت كاهل السكان بالضرائب.
ب – عوامل نمو الوعي السياسي الوطني بكل من الجزائر وتونس وليبيا مابين الحربين. نتج عن سياسة الاستغلال الاستعماري للبلدان الثلاثة نمو الوعي الوطني والقومي مستفيدين من تجربة المقاومات السابقة للتوغل الاستعماري. ففي الجزائر أسس الأمير خالد، حفيد عبد القادر الجزائري، "كتلة المنتخبين المسلمين الجزائريين". وطالب بإصلاح أوضاع الجزائريين ومساواتهم بالفرنسيين. قاد الكتلة بعده فرحات عباس ومحمد بن جلون. وطالبوا بالمساواة بين الجزائريين والفرنسيين في إطار فكرة الإدماج. وأسس عبد الحميد بن باديس "جمعية علماء المسلمين" سنة 1931 لمواجهة فكرة الإدماج. وكانت ذات طابع سلفي إصلاحي، دافعت عن الإسلام والثقافة العربية وأصالة الشعب الجزائري. وفي تونس: تزعم شيوخ جامع الزيتونة الحركة الوطنية للدفاع عن القيم الدينية والأخلاقية. ثم اتخذت الحركة طابعا سياسيا بعد تأسيس الحزب الدستوري في 1920 بزعامة عبد العزيز الثعالبي. كما تأسس "الحزب الدستوري الجديد" سنة 1934 بزعامة الحبيب بورقيبة. وتأسست"جمعية نجم شمال افريقيا" بباريس سنة 1926 من طرف طلبة شمال إفريقيا المسلمين (الجزائر وتونس والمغرب) بزعامة مصالي الحاج، وطالبت باستقلال الأقطار الثلاثة. وفي ليبيا استمرت مقاومة الغزو الإيطالي الفاشي.
النشاط 2 – خصائص الحركات الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا ما بين الحربين
في هذه الفترة، ركزت الحركات الوطنية في بلدان المغرب العربي على المطالبة بالإصلاحات، ماعدا في ليبيا حيث رفض عمر المختار أي مساومة من طرف إيطاليا الفاشية، وجمع المجاهدين لمقاومة الغزو الإيطالي، من 1923 إلى 1931 حيث اعتقل وتم إعدامه مع عدد من المناضلين.
وفي الجزائر طالبت التنظيمات السياسية والدينية من فرنسا انجاز إصلاحات داخلية لتلبية حاجيات المواطنين وذلك قبل الحرب العالمية الثانية. واعتمدت إلى غاية الحرب العالمية الثانية الوسائل السلمية كالجرائد "الشهاب" و"البصائر". والتجمعات والإضرابات ومقاطعة السلع الفرنسية، وذلك لتوعية المواطنين بمخاطر الاستعمار وسياسة الإدماج الفرنسية. وفي تونس طالب الحزب الدستوري بعدة إصلاحات كالحريات العامة والمساواة بين التونسيين والفرنسيين، وتشكيل حكومة وطنية ومجلس وطني منتخب. ونظم العمال عدة إضرابات لتحقيق هذه المطالب. لكن فرنسا منعت الحزب الدستوري واعتقلت زعماءه في سنة 1926. ونظم الحزب الدستوري الجديد " الذي تأسس في 1934 مع النقابات عدة إضرابات لتحقيق مطالب الإصلاحات. لكن الاستعمار الفرنسي واجهها بالعنف قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.

النشاط 3 – تحول موقف الحركات الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا بعد الحرب العالمية الثانية.
أ – تونس: بعد الحرب العالمية الثانية تدعمت الحركة الوطنية بإنشاء نقابة "الاتحاد العام للشغالين التونسيين" بزعامة فرحات حشاد، وأصبحت تطالب بالاستقلال. وقام الحزب الدستوري الجديد بمفاوضات مع فرنسا بشان الاستقلال على مراحل. وقبلت فرنسا إنشاء حكومة مشتركة: تونسية – فرنسية، مع الاحتفاظ بنظام الحماية. وقامت اضطرابات شعبية في أواخر دجنبر1951، واجهتها فرنسا بالقمع واغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد في 1952. لكن الحركة الوطنية نهجت أسلوب المقاومة المسلحة السرية " حركة الفلاكة ". وبدأت فرنسا المفاوضات مع الحزب الدستورين ووافقت على منح الاستقلال لتونس في 1955، مع احتفاظها بالسياسة الخارجية وحق حماية الأجانب وعدم تأميم ممتلكاتهم. لكن الزعماء التونسيون وقادة جيش التحرير عارضوا ذلك، فاضطرت فرنسا إلى منح الاستقلال التام لتونس بموجب اتفاقية 20 مارس 1956. وأعلن عن قيام الجمهورية التونسية برئاسة الحبيب بورقيبة في يوليوز 1957.
ب – في الجزائر: منعت السلطات الفرنسية في 1936 جمعية " نجم شمال إفريقيا "، فأسس مصالي الحاج "حزب الشعب الجزائري" في1937. وأسس فرحات عباس ورفاقه بعد الحرب العالمية الثانية حزبا جديدا تلخص برنامجه في المطالبة بالإستقلال في إطار المجموعة الفرنسية. وعارضه حزب الشعب الجزائري الذي أصبح يحمل إسم "حركة انتصار الحريات الديمقراطية" بزعامة مصالي الحاج. وانفصلت عنها العناصر الثورية في 1947 وأسست " المنظمة السرية " التي تحولت إلى "حزب جبهة التحرير الجزائرية". والتي قامت بعمليات فدائية في الجزائر وفرنسا. وفي أكتوبر 1955 تم التنسيق بين جيش التحرير الجزائري والمغربي. وتكونت حكومة جزائرية بالمنفى في مصر سنة 1958. وأمام تصاعد العمليات الفدائية، قبلت فرنسا الاعتراف باستقلال شكلي للجزائر، تحتفظ بموجبه بالدفاع والشؤون المالية الخارجية. لكن الجزائريين رفضوا ذلك. واستمرت المفاوضات وأسفرت عن إتفاقية إيفيان 18 مارس 1962 وأجري بموجبها استفتاء لتقرير المصير، في فاتح يوليوز 1962 كانت نتيجته لصالح استقلال الجزائر، والذي اعترفت به فرنسا رسميا في اليوم الثالث.
ج – ليبيا: ساهم الليبيون إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية للقضاء على الفاشية. لكن الحلفاء قسموا ليبيا بينهم، فاحتلت ابريطانيا برقة وطرابلس، وسيطرت فرنسا على منطقة فزان. وأقامت الولايات المتحدة قواعد عسكرية جوية بطرابلس. ولمواجهة الاستعمار الجديد، أسس الليبيون " الحزب الوطني" بطرابلس في 1946. و"المجلس الوطني لتحرير ليبيا" في مصر سنة 1947. وطالبوا بالاستقلال والوحدة الوطنية. وعرضت مسألة ليبيا على الأمم المتحدة، التي قررت سنة 1948 منح الاستقلال لليبيا. وفي دجنبر 1951 أعلن عن استقلال المملكة الليبية حيث توج محمد إدريس السنوسي ملكا عليها. ومنح عدة إمتيازات للدول الأجنبية كتأسيس القواعد العسكرية والتنقيب عن البترول. وأصبحت البلاد خاضعة للإحتكارات الأجنبية، مما أدى إلى ثورة الوطنيين بالجيش بزعامة معمر القدافي في فاتح شتنبر 1969، وإعلان قيام الجمهورية الليبية المعروفة حاليا بالجماهيرية.

الوضع الدولي لمدينة طنجة إبان الحماية 

كانت طنجة محل اهتمام العالم عندما نزل بها إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني سنة 1905م وألقى بها خطابا ضد سياسة فرنسا في المغرب. وفي عام 1906م عقد مؤتمر دولي في مدينة الجزيرة الخضراء، وضع فيه ميثاق ينص على إقامة نظام خاص في طنجة. وبعد فرض الحماية على المغرب سنة 1912م وتقسيمه إلى ثلاث مناطق. اعتبرت مدينة طنجة منطقة دولية.

وتمت إقامة نظام إداري خاص تتميز به طنجة عن بقية أجزاء المغرب. عين السلطان مندوبا ينوب عنه، كان دوره ثانويا، ونصت اتفاقية لندن 1913 المبرمة بين الدول الممثلة في طنجة على تكوين(مجلس تشريعي) يمثل الجاليات الأجنبية و( لجنة مراقبة ) يمثلها القناصل الاجانب، و وساطة تنفيذية يمثلها مدير ينفذ قرارات المجلس التشريعي.وسلطة قضائية مؤلفة من محكمة من سبعة قضاة من جنسيات مختلفة. وكان الاسبان يشكلون أغلب سكان منطقة طنجة، يليهم الفرنسيون الذين كانوا يسيطرون على أغلب الأنشطة الاقتصادية. وعاش المغاربة على الهامش،محافظين على دينهم ووطنيتهم.

شكلت زيارة المغفور لـه محمد الخامس لمدينة طنجة في 9 أبريل 1947م حدثا تاريخيا، إذ أكدت على وحدة المغرب الترابية ورفضه للتقطيع الذي قام به الاستعمار بين مناطق في الشمال وفي الجنوب يحتلها المستعمر الإسباني ومنطقة يحتلها المستعمر الفرنسي ومنطقة طنجة التي وضعت تحت النظام الدولي، كما أكدت هذه الزيارة على انتماء المغرب للعام العربي والإسلامي، وتضامنه مع الشعوب العربية التي وضعت لبنة وحدتها ضمن إطار منظمة الجامعة العربية.

واستمر النظام الدولي بطنجة إلى أن تمت مرحلة الانتقال باتفاق 5 يوليو 1956م بين الحكومة المغربية من ناحية وبين لجنة المراقبة الممثلة لكل من الولايات المتحدة وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا وهولندا والبرتغال. وقد اعترف في هذا الاتفاق بعودتها إلى السيادة المغربية، وذلك بعد ثلاث وثلاثين سنة من الوصاية الدولية.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق